أكمل في هذه التدوينة ما بدأته في تدوينة سابقة حول الوعي الذاتي
كيف يساعدك الوعي الذاتي على فهم نفسك والآخرين؟
تحدثنا في تدوينة سابقة عن الوعي الذاتي
تستطيع قراءة التدوينة الأولى من هنا ما هو الوعي الذاتي ج 1
في المقالة السابقة، تحدثنا عن مفهوم الوعي الذاتي، وكيف أن قراراتنا وسلوكياتنا غالبًا ما تنبع من القيم والمبادئ التي نحملها. أشرنا أيضًا إلى أن بعض الأشخاص قد يتصرفون أو يتحدثون بطريقة غير مفهومة حتى بالنسبة لهم، نتيجة لحالة نفسية أو ظرف داخلي، دون أن يدركوا السبب الحقيقي وراء ما يفعلونه.
واليوم، نكمل هذا الحديث، وسنتناول في مقالات لاحقة جوانب متعددة للوعي الذاتي، ولماذا تبدو بعض السلوكيات مقبولة لنا أحيانًا، بينما تزعجنا في أحيان أخرى.
إن كنتِ جديدة هنا، فأنا هلا السلكا، كوتش ومدونة، أخصص هذا الموقع لتقديم مقالات وأفكار مستمدة من خبرتي في مجال التدريب والتطوير الذاتي، وبالأخص الكوتشنغ. كل ما أشاركه هنا يهدف إلى مساعدتك على فهم ذاتك بشكل أعمق، واتخاذ خطوات عملية نحو التغيير والنمو.
حين نبدأ بممارسة الوعي الذاتي بانتظام، نمنح أنفسنا فرصة حقيقية للتغيير العميق والدائم. فمعرفة العالم الداخلي لكل واحدة منا – من مشاعر وأفكار وقيم – هو المفتاح لفهم سلوكياتنا وتعديلها.
من المهم أن تدركي أن نصيحة واحدة جيدة لا تكون فعّالة ما لم يكن هناك وعي حقيقي. على سبيل المثال، إن أخبرتِ إحدى صديقاتك بكيفية التخلص من عادة سيئة، فلن تنجح تلك النصيحة إذا لم تكن هي على دراية بسبب تمسّكها بهذه العادة. قد تتوقف لبعض الوقت، لكنها ستعود إليها لاحقًا بمجرد أن تمر بضغط أو تحدٍّ.
بالتالي، فالوعي الذاتي لا يفيد فقط الشخص الذي يبحث عن التغيير، بل يفيدنا نحن أيضًا عندما نحاول دعم الآخرين. فهو يجعلنا أكثر تفهمًا ومرونة، ويمنعنا من إسقاط مشاعرنا أو تجاربنا عليهم.
هذا التمرين البسيط يساعدكِ على تغيير نمط تفكيرك والتعامل مع الحياة بوعي واختيار، بدلًا من التفاعل التلقائي.
بحسب دانيال جولمان – أحد أبرز الباحثين في هذا المجال – يتكوّن الذكاء العاطفي من خمسة عناصر، أولها وأهمها: الوعي الذاتي.
استعارة البصل للهويات
قد يبدو الأمر غريبًا، لكن تخيّلي نفسكِ كـ بصلة.
في الداخل، هناك قلب الهوية الشخصية – من أنا حقًا؟
ثم تأتي الطبقات الخارجية: ديني، عمري، جنسي، مجتمعي، دوري كأم أو زوجة أو موظفة…
نحن جميعًا نريد الانتماء، لكننا نرغب أيضًا بالتميّز. نُعدّل سلوكياتنا أحيانًا لنكون مقبولين، وأحيانًا لنبقى مختلفات. هذه التعديلات تحدث باستمرار، دون أن ننتبه، ولكنها تؤثر على شعورنا بالرضا أو الصراع مع الذات.
معرفة هذه الطبقات، والقدرة على تمييزها، يساعدكِ على العيش بطريقة أصيلة، دون أن تذوبي في الآخرين، ودون أن تنعزلي عنهم.
سواء كنتِ أمًا، أو زوجة، أو صديقة، إليك بعض الخطوات التي تعزز وعيكِ داخل العلاقات:
2- تحدثي باستمرار
في دراسة أجريت عام 2018، تبيّن أن 10–15% فقط من الناس يمتلكون وعيًا ذاتيًا حقيقيًا، رغم أن الأغلبية يعتقدون عكس ذلك.
إن كان لديك أي إضافة لهذه المقالة فراسلني على بريد الموقع , ولا تنس أن هناك المزيد من المقالات المتممة لهذا الموضوع قادمة لاحقا
التصنيفات : All
موافق على شروط الاستخدام والأحكام
حول هلا سلكا
خمس سنوات من التعلم أكسبتني مجموعة من المهارات الحياتية بالإضافة لإعتمادين بالكوتشنغ من مدرستين مختلفتين , هذا إلى جانب قراءاتي المختلفة في تنمية الذات والتطور الشخصي والعمل مع مجموعة رائعة من العميلات اللواتي كان إصرارهن على النجاح وتخطي الصعاب هو هدفهن الأول من خلال جلسات كوتشنغ فردية أو من خلال ورشات كوتشنغ جماعية